سيو القبعة السوداء أو البلاك هات

ما هو سيو القبعة السوداء أو البلاك هات (Black hat) وما الفرق بينه وبين سيو القبعة البيضاء؟

سيو القبعة السوداء (Black Hat SEO) هو أسلوب في تحسين محركات البحث يعتمد على استغلال ثغرات خوارزميات محركات البحث لتحقيق نتائج سريعة ومرتفعة في ترتيب الصفحات، دون الالتزام بإرشادات هذه المحركات. ظهر هذا النهج في بدايات الألفية الجديدة، عندما بدأ المسوّقون باكتشاف طرق غير تقليدية للتلاعب بأنظمة البحث، قبل أن تقوم جوجل بتشديد خوارزمياتها لاحقًا.

تعود تسمية “القبعة السوداء” إلى أفلام الغرب الأمريكي، حيث كان الأشرار يرتدون قبعات سوداء للدلالة على نواياهم السيئة، في مقابل “القبعة البيضاء” التي كان يرتديها الطيبون. ومن هنا جاءت هذه التسمية في عالم السيو، للتفريق بين من يسلك الطريق الملتوي للحصول على نتائج، ومن يتبع الأساليب النزيهة.

وعلى الطرف المقابل، يأتي سيو القبعة البيضاء (White Hat SEO)، وهو الأسلوب الأخلاقي والآمن الذي يتماشى مع سياسات محركات البحث ويهدف إلى تقديم محتوى ذي قيمة حقيقية للمستخدمين. وبين الاثنين، تبرز القبعة الرمادية (Gray Hat SEO) كمنطقة وسطى، تستخدم تقنيات لا تُعد مخالفة صريحة، لكنها قد لا تكون متوافقة تمامًا مع روح السياسات.

تقنيات سيو القبعة السوداء تُعتبر مخالفة لإرشادات جوجل، ولهذا السبب يتم تداولها في الخفاء داخل مجتمعات مغلقة، بعيدًا عن النشر العلني، حتى لا يتم رصدها وإيقافها. كما أنها تقنيات متغيرة باستمرار، تتطور مع تطور خوارزميات محركات البحث. ورغم أنها تُعد محفوفة بالمخاطر وقد تؤدي إلى عقوبات قاسية تصل إلى إزالة الموقع من نتائج البحث نهائيًا، إلا أن تأثيرها سريع، وعائدها المادي كبير، لأنها تعتمد على التحايل الذكي على نظام الترتيب.

في هذا المقال، سنتعمق في فهم سيو القبعة السوداء ونتعرف على الفروقات الجوهرية بينه وبين سيو القبعة البيضاء والرمادية، مع شرح واضح لكل نوع وأبرز ما يميّزه. ايضا سنناقش التبعات المحتملة لاستخدام تقنيات البلاك هات، بما في ذلك العقوبات التلقائية واليدوية التي قد تطال الموقع. كما سنتناول المزايا والعيوب المرتبطة بهذا الأسلوب، ونلقي نظرة على الجانب الأخلاقي المتعلق باستخدامه، لنساعدك في اتخاذ القرار الصحيح بشأن ما إذا كان مناسبًا لمشروعك أم لا. وفي الختام، سنستعرض أسماء بعض أبرز المؤثرين العالميين في هذا المجال، ممن ساهموا في تطوير ونشر تقنيات البلاك هات.

ما هو سيو القبعة السوداء (Black hat SEO)؟

سيو القبعة السوداء أو ما يُعرف بـ”Black Hat SEO” هو مجموعة من الأساليب التي تهدف إلى تحسين ترتيب المواقع في نتائج محركات البحث، ولكن من خلال التحايل على قواعد وسياسات هذه المحركات، خاصة جوجل. هذه الممارسات لا تركز على تقديم قيمة حقيقية للمستخدم، بل على استغلال الثغرات في خوارزميات الترتيب للحصول على نتائج سريعة، حتى وإن كانت مؤقتة أو محفوفة بالمخاطر.

ما هي أشهر تقنيات البلاك هات؟

  1. حشو الكلمات المفتاحية (Keyword Stuffing)
    تكرار الكلمات المفتاحية بشكل مفرط داخل المحتوى أو في الوسوم الوصفية، مما يؤدي إلى محتوى غير طبيعي يصعب قراءته.
  2. شراء الروابط (Buying Backlinks)
    شراء روابط من مواقع أخرى بهدف تحسين ترتيب الموقع، وهو ما تعتبره جوجل مخالفة صريحة.
  3. إخفاء النصوص أو الروابط (Hidden Text or Links)
    استخدام تقنيات لإخفاء نصوص أو روابط عن الزوار مع إبقائها مرئية لمحركات البحث، مثل جعل النص بنفس لون الخلفية.
  4. إعادة كتابة المقالات تلقائيًا (Article Spinning)
    استخدام أدوات لإعادة صياغة محتوى موجود بهدف إنشاء محتوى جديد ظاهريًا، لكنه غالبًا ما يكون غير مفهوم أو ذا جودة منخفضة.
  5. إساءة استخدام ترميز البيانات المنظمة (Schema Markup Misuse)
    تقديم معلومات مضللة في ترميز البيانات المنظمة لخداع محركات البحث وتحسين الظهور في النتائج.
  6. شبكات المدونات الخاصة (Private Blog Networks – PBNs)
    إنشاء شبكة من المواقع التي ترتبط ببعضها البعض بهدف تعزيز ترتيب موقع معين، وهي ممارسة تعتبرها جوجل خادعة.
  7. التعليقات المزعجة في المدونات (Blog Comment Spam)
    نشر تعليقات تحتوي على روابط ترويجية في مدونات أو منتديات دون إضافة قيمة حقيقية للمحتوى.
  8. الصفحات المدخلية (Doorway Pages)
    إنشاء صفحات مصممة خصيصًا لترتيب كلمات مفتاحية معينة وتحويل الزوار تلقائيًا إلى صفحات أخرى.
  9. إعادة التوجيه المخادعة (Sneaky Redirects)
    توجيه الزوار إلى صفحات مختلفة عن تلك التي تظهر لمحركات البحث، مما يؤدي إلى تجربة مستخدم سيئة.
  10. الروابط المخفية في التذييل (Footer Links)
    إدراج روابط بكلمات مفتاحية في تذييل الموقع بشكل غير طبيعي بهدف تحسين الترتيب.
  11. المحتوى المولد تلقائيًا (Content Automation)
    استخدام أدوات لإنشاء محتوى بكميات كبيرة دون مراجعة بشرية، مما يؤدي إلى محتوى غير دقيق أو غير مفيد.
  12. نسخ المحتوى من مواقع أخرى (Content Scraping)
    نسخ محتوى من مواقع أخرى دون إذن أو تعديل، مما يؤدي إلى مشاكل في حقوق النشر وتكرار المحتوى.
  13. الصفحات المكررة (Duplicate Content)
    إنشاء صفحات متعددة بمحتوى مشابه أو مكرر بهدف استهداف كلمات مفتاحية مختلفة.
  14. التقارير الكاذبة عن المنافسين (Negative SEO)
    محاولة الإضرار بمواقع المنافسين من خلال إنشاء روابط ضارة أو تقديم شكاوى كاذبة لمحركات البحث.
  15. إساءة استخدام المقتطفات المنسقة (Rich Snippet Spam)
    تقديم معلومات مضللة في المقتطفات المنسقة بهدف جذب نقرات غير مستحقة.

ما هو سيو القبعة البيضاء (White Hat SEO)

سيو القبعة البيضاء أو ما يُعرف بـ”White Hat SEO” هو النهج الأخلاقي والمستدام لتحسين المواقع لتصدر نتائج محركات البحث. يعتمد هذا النوع من السيو على الالتزام الكامل بإرشادات جوجل وغيرها من محركات البحث، مع التركيز على تقديم قيمة حقيقية للمستخدم، وتحسين تجربة التصفح، وبناء محتوى عالي الجودة يستحق أن يُعرض في الصفحات الأولى.

بخلاف سيو القبعة السوداء، لا يسعى هذا الأسلوب إلى خداع الخوارزميات أو استغلال الثغرات، بل يعمل على بناء موقع قوي وموثوق على المدى الطويل.

من أبرز ممارسات سيو القبعة البيضاء:

  • إنشاء محتوى أصلي ومفيد يلبي احتياجات الجمهور ويجيب عن أسئلتهم.
  • تحسين تجربة المستخدم من خلال تصميم سهل الاستخدام وسرعة تحميل عالية وتصفح مريح.
  • التحسين الداخلي للموقع (On-Page SEO) مثل تنظيم العناوين، استخدام الكلمات المفتاحية بشكل طبيعي، وتحسين الوصف التعريفي والعناوين.
  • بناء روابط خلفية طبيعية (Natural Backlinks) عبر تقديم محتوى يستحق المشاركة والإشارة إليه.
  • تحسين الموقع للأجهزة المحمولة (Mobile Optimization) لضمان تجربة مثالية عبر مختلف الأجهزة.
  • الاهتمام بسرعة الموقع لأنها من العوامل المؤثرة في تجربة المستخدم والترتيب في نتائج البحث.
  • تحسين الصور واستخدام النصوص البديلة (Alt Text) لزيادة وضوح المحتوى لمحركات البحث والمستخدمين.
  • استخدام البيانات المنظمة (Structured Data) لمساعدة محركات البحث على فهم محتوى الصفحات بشكل أدق.

ما هو سيو القبعة الرمادية (Gray Hat SEO)

سيو القبعة الرمادية أو “Gray Hat SEO” هو منطقة وسطى بين سيو القبعة البيضاء (الأخلاقي) وسيو القبعة السوداء (المخالف). يُستخدم هذا المصطلح لوصف استراتيجيات لا تُعدّ مخالفة صريحة لقواعد محركات البحث، لكنها أيضًا ليست متوافقة تمامًا مع روح هذه القواعد. بمعنى آخر، هي ممارسات تُنفّذ بحذر، وقد تُحقق نتائج جيدة، لكنها تحمل في طياتها مخاطرة التعرض للعقوبات إذا تم اكتشافها أو إساءة استخدامها.

غالبًا ما يستخدم خبراء السيو ذوو الخبرة هذه الأساليب بذكاء، ويوازنون بين المخاطرة والنتائج، خاصة في القطاعات التنافسية أو في المشاريع قصيرة الأمد.

أمثلة على تقنيات سيو القبعة الرمادية:

  • إعادة نشر محتوى قديم مع تعديلات طفيفة دون أن يكون فعليًا محتوى جديدًا.
  • بناء روابط عبر مواقع ذات جودة متوسطة أو من خلال أساليب شبه تلقائية.
  • إنشاء محتوى موجه لمحركات البحث بشكل أساسي مع الحفاظ على حد أدنى من الفائدة للمستخدم.
  • استخدام الحسابات الوهمية لنشر روابط في المنتديات أو مواقع التواصل الاجتماعي بهدف بناء الباك لينك.
  • الترويج للمحتوى من خلال تبادل الروابط غير المعلن، وهو ما قد يُعد مخالفًا إذا اكتشفته محركات البحث.
  • تحسين المقتطفات المنسقة بشكل يبرز المحتوى أكثر مما يستحق فعليًا (خداع بسيط دون معلومات كاذبة صريحة).

سيو القبعة الرمادية قد يكون فعالًا في بعض الحالات، لكنه يبقى غير مضمون، ويعتمد نجاحه على مدى فهم القائمين عليه لقواعد اللعبة وخوارزميات محركات البحث.

ما الفرق بين سيو القبعة السوداء (Black hat) والقبعة الرمادي (Gray Hat)؟

الفرق الجوهري بين سيو القبعة السوداء والقبعة الرمادية لا يتعلق فقط بما يتم فعله، بل بكيفية التنفيذ ودرجة المخاطرة التي يتحملها صاحب الموقع. تقنيات القبعة السوداء عادة ما تُنفذ بأسلوب مباشر وعدائي، وكأنها تتحدى محركات البحث بشكل صريح. لا توجد محاولة لإخفاء النية أو التمويه. أما في سيو القبعة الرمادية، فهناك نوع من “التحايل الذكي” — يتم تنفيذ بعض الأساليب التي قد تُعتبر مشبوهة، لكن بطريقة مدروسة تجعل اكتشافها أكثر صعوبة، وقد لا تكون واضحة حتى للمراجعين الآليين في جوجل.

القبعة الرمادية تشبه المشي على خط رفيع بين المسموح والممنوع، وغالبًا ما تتطلب حسًا عاليًا بالتوقيت، والقدرة على تقييم المخاطر، وفهم دقيق لكيفية تفاعل الخوارزميات مع التغييرات. في حين أن القبعة السوداء غالبًا ما تُدار بعقلية “ضرب واهرب”، فإن الرمادية تُمثل نهجًا أكثر حذرًا وتخطيطًا.

من ناحية أخرى، يمكن اعتبار سيو القبعة الرمادية في بعض الأحيان كمنطقة “تجريبية”، يُستخدم فيها ما لم يُحظَر بعد بشكل واضح، على أمل الاستفادة منه قبل أن يتم تصنيفه رسميًا كممارسة ممنوعة. هذه الفروقات الدقيقة هي ما تجعل التمييز بين القبعتين مسألة تتعلق بالمقاصد والسياق، لا فقط بالأفعال.

كيف تميّز ما إذا كانت تقنية معينة تنتمي إلى سيو القبعة البيضاء أو السوداء؟

لا توجد قائمة رسمية أو نهائية تشمل كل التقنيات وتضعها بوضوح في “الأبيض” أو “الأسود”، لكن هناك معايير ومؤشرات تساعدك في الحكم.

أول وأهم قاعدة يمكن الرجوع إليها هي: هل تُضيف هذه التقنية قيمة حقيقية للمستخدم؟
إذا كانت الإجابة نعم، وكنت تستخدمها بطريقة شفافة وواضحة، فعلى الأرجح أنها تنتمي إلى سيو القبعة البيضاء. أما إذا كانت التقنية تهدف إلى التلاعب بمحركات البحث أو تحسين الترتيب دون تقديم فائدة فعلية، فمن المرجح أنها تقنية من تقنيات القبعة السوداء.

مؤشرات تساعدك على تصنيف التقنية:

  • الشفافية: هل سيعرف المستخدم أنك تقوم بذلك؟ إذا كانت التقنية تعتمد على الإخفاء أو التضليل، فهي على الأرجح “سوداء”.
  • التوصيات الرسمية من جوجل: يمكنك دائمًا الرجوع إلى إرشادات مشرفي المواقع من جوجل والتي تُعد المرجع الأوضح لتحديد ما هو مقبول وما هو مخالف.
  • نية الاستخدام: هل الهدف من التقنية تحسين تجربة المستخدم، أم فقط خداع الخوارزميات؟
  • هل يمكن تنفيذها يدويًا بدون أدوات خادعة؟ بعض الأساليب تكون آلية بشكل مفرط لدرجة أنها لا تُستخدم إلا لخداع النظام.
  • هل ستخجل من إخبار عميلك أو زائر موقعك بأنك تستخدم هذه التقنية؟ إن كان الجواب نعم، فربما لا تستحق الاستخدام.

وفي حال كنت في منطقة رمادية، أو غير متأكد من تصنيف تقنية معينة، من الأفضل أن تتبع مبدأ “السلامة أولاً”، وتتجنب استخدامها حتى تحصل على رأي موثوق من خبير أو من مصادر موثوقة كمنتديات Google Search Central.

ما هي تبعات استخدام سيو القبعة السوداء أو البلاك هات؟

استخدام تقنيات سيو القبعة السوداء قد يبدو مغريًا للبعض بسبب وعوده بنتائج سريعة، لكن الحقيقة أن تبعاته قد تكون مكلفة جدًا على المدى القريب والبعيد. فمحركات البحث، وعلى رأسها جوجل، تمتلك أنظمة صارمة لاكتشاف هذه الممارسات ومعاقبة المواقع التي تستخدمها، سواء عبر عقوبات تلقائية (Automatic Penalties) أو عقوبات يدوية (Manual Actions).

أولًا: العقوبات التلقائية (Automatic Penalties)

تعتمد جوجل على خوارزميات ذكية قادرة على رصد الأنماط غير الطبيعية. عند اكتشاف مثل هذه الأنماط، يتم تخفيض ترتيب الموقع تلقائيًا في نتائج البحث، أو في بعض الحالات إزالته بالكامل من فهرس جوجل دون أي إشعار مسبق. والأسوأ من ذلك، قد لا يعرف صاحب الموقع سبب التراجع، لأنه لم يتلقَ إنذارًا واضحًا.

ثانيًا: العقوبات اليدوية (Manual Penalties)

في حال رصد فريق مراجعي جوجل مخالفة واضحة، مثل روابط مدفوعة أو محتوى مكرر عن قصد، يتم تطبيق إجراء يدوي على الموقع، ويتلقى صاحب الموقع إشعارًا في Google Search Console بعنوان “إجراء يدوي”.

تشمل هذه العقوبات:

  • إزالة صفحات معينة من نتائج البحث.
  • خفض ترتيب الموقع بالكامل.
  • وضع “علامة سلبية” تؤثر على سمعة الموقع لدى محركات البحث.

التعافي من  العقوبات اليدوية قد يكون ممكنًا، لكنه يتطلب وقتًا وجهدًا وقد يُفقد الموقع الكثير من الثقة التي بنى عليها ترتيبه. وفي بعض الحالات، قد يكون من الأسهل بناء موقع جديد بدلًا من محاولة إنقاذ الموقع المُعاقب.

ما هي مزايا وعيوب استخدام سيو القبعة السوداء؟

رغم أن سيو القبعة السوداء يُعتبر مخاطرة في عالم تحسين محركات البحث، إلا أن البعض ما زال يلجأ إليه بسبب بعض المزايا القصيرة الأمد التي قد يوفرها. ومع ذلك، فإن العيوب والمخاطر المرتبطة به تفوق بكثير هذه المكاسب المؤقتة.

المزايا المحتملة لسيو القبعة السوداء:

  1. نتائج سريعة: بعض تقنيات البلاك هات يمكن أن تُحقق قفزات مفاجئة في الترتيب خلال فترة زمنية قصيرة، خاصة في كلمات مفتاحية غير تنافسية.
  2. تكاليف أقل على المدى القصير: لأن البلاك هات يختصر مراحل بناء المحتوى والعلامة الرقمية، فقد يكون أقل تكلفة في البداية مقارنة بالسيو النظيف.
  3. سهولة التنفيذ في بعض الحالات: بفضل الأدوات التلقائية، يمكن تنفيذ بعض الاستراتيجيات بشكل سريع وبدون جهد كبير.
  4. مناسب لبعض المشاريع المؤقتة أو الموسمية: مثل المواقع الترويجية قصيرة الأمد التي لا تهدف إلى البقاء لفترة طويلة.

العيوب والمخاطر:

  1. عقوبات من محركات البحث: سواء عبر خوارزميات تلقائية أو مراجعات يدوية، مما يؤدي إلى تراجع أو حذف الموقع من نتائج البحث.
  2. انعدام الاستدامة: حتى لو حققت نتائج، فهي غالبًا مؤقتة وقد تنهار بمجرد تحديث خوارزمية أو اكتشاف الممارسات المخالفة.
  3. تدمير السمعة الرقمية: إذا تم اكتشاف أن موقعًا يستخدم ممارسات مشبوهة، قد يفقد ثقة المستخدمين والشركاء وحتى المعلنين.
  4. صعوبة التعافي: استعادة ترتيب الموقع بعد العقوبة قد تتطلب وقتًا طويلاً، وفي بعض الحالات، لا يكون التعافي ممكنًا بالكامل.
  5. إضاعة الموارد: كل الجهد والوقت والمال المبذول يمكن أن يذهب سُدى في لحظة، إذا تعرض الموقع لعقوبة حاسمة.
  6. فقدان السيطرة: عند الاعتماد على أدوات أو شبكات خارجية في بناء الروابط أو إنشاء المحتوى، قد يفقد صاحب الموقع السيطرة على ما يُنشر باسمه.

هل يُعد سيو القبعة السوداء غير أخلاقي؟

ليست كل ممارسات البلاك هات تُصنّف بالضرورة على أنها “غير أخلاقية”. فهناك فرق كبير بين خرق سياسات محرك بحث، وبين الإضرار بالآخرين عمدًا. على سبيل المثال، تقنيات مثل بناء روابط بشكل غير طبيعي أو استهداف كلمات مفتاحية بطريقة مبالغ بها تُعد مخالفة لقواعد جوجل، لكنها لا تُلحق ضررًا مباشرًا بمستخدم أو جهة أخرى، وبالتالي لا يمكن تصنيفها كتصرفات غير أخلاقية بالمطلق.

أما ما يُعد فعلًا غير أخلاقي، فهو كل ما يتضمن إلحاق ضرر مباشر بالآخرين، مثل:

  • نسخ محتوى مواقع أخرى دون إذن، مما يُعد سرقة فكرية واعتداء على جهد الآخرين.
  • نشر محتوى كاذب أو مضلل عمدًا، والذي يضر بثقة المستخدمين وقد يؤثر سلبًا على قراراتهم أو تجاربهم.
  • تنفيذ هجمات على مواقع منافسة (مثل DDoS أو اختراقات)، وهي ممارسات غير قانونية وغير أخلاقية بشكل صارخ.
  • تشويه سمعة المنافسين من خلال Negative SEO، مثل إرسال روابط ضارة إلى مواقعهم عمدًا.

الخلاصة أنه من الضروري التمييز بين ما هو مخالف لإرشادات جوجل وبين ما هو غير أخلاقي من الناحية الإنسانية أو المهنية، فبعض أساليب البلاك هات التي لا تتضمن إساءة مباشرة لأي طرف آخر ولا تؤثر على تجربة المستخدم أو مصداقية المحتوى، قد تكون ممارسات محفوفة بالمخاطر لكنها ليست غير أخلاقية بحد ذاتها، بل مجرد التفاف على قواعد محرك البحث لتحقيق أهداف تسويقية.

هل يجب أن أستخدم سيو القبعة السوداء؟

قرار استخدام استراتيجيات القبعة السوداء من عدمه يعتمد بشكل كبير على نوع مشروعك، وهدفك منه، ومدى استعدادك لتحمّل المخاطر. استخدام سيو القبعة السوداء ليس مناسبًا لكل الحالات، وقد يكون كارثيًا في بعضها، بينما قد يكون منطقيًا ومربحًا في حالات أخرى.

إذا كنت تعمل على موقع لعميل يدفع مقابل خدماتك، مشروع شخصي وضعت فيه وقتًا ومالًا كبيرًا، أو علامة تجارية تسعى لبناء سمعة طويلة الأمد، فحينها سيو القبعة السوداء خيار غير مناسب إطلاقًا. أي عقوبة على الموقع قد تدمّر ما بنيته في أشهر أو حتى سنوات، وقد تضر بسمعتك المهنية أيضًا.

أما إذا كنت تُطلق مشروعًا شخصيًا لأغراض تجريبية، أو تستهدف أرباحًا سريعة من خلال أسلوب “Churn & Burn” — أي إطلاق موقع، استغلاله لتحقيق دخل سريع، ثم تركه بعد العقوبة — ففي هذه الحالة، قد يكون سيو القبعة السوداء خيارًا منطقيًا، بشرط أن تدرك تمامًا مخاطره وتتعامل معه كمرحلة مؤقتة.

لكن الأهم من كل ذلك: حتى إن قررت استخدام البلاك هات، تجنّب تمامًا أي ممارسات تضر بالآخرين، مثل سرقة المحتوى، أو التسبب بأضرار لمواقع المنافسين، أو خداع المستخدمين بمعلومات مضللة. هذا النوع من الأساليب لا يُعتبر فقط مخالفًا، بل غير أخلاقي وغير إنساني، وقد يُعرّضك لمشاكل قانونية، وليس فقط خوارزمية.

من هم أبرز المؤثرين في مجال سيو القبعة السوداء؟ (Black Hat SEO)

إليك قائمة بأبرز الشخصيات المعروفة في مجال سيو القبعة السوداء (Black Hat SEO)، والذين يُعتبرون مؤثرين في هذا المجال من خلال تجاربهم، محتواهم التعليمي، أو مشاركاتهم في المؤتمرات والمنتديات:

  1. تشارلز فلوات (Charles Floate): يُعد تشارلز فلوات من أبرز الأسماء في عالم سيو القبعة السوداء. بدأ مسيرته بمدونة “The God of SEO” التي أثارت جدلاً واسعًا، حيث نشر فيها دراسات حالة جريئة حول تقنيات البلاك هاتكما يُقدم محتوى تعليميًا عبر قناته على يوتيوب، ويتحدث في مؤتمرات دولية حول استراتيجيات السيو المتقدمة
  2. كريغ كامبل (Craig Campbell): خبير سيو اسكتلندي معروف، يُقدم محتوى تعليميًا حول تقنيات البلاك هات عبر قناته على يوتيو. يُشارك في مؤتمرات وندوات، ويُعرف بأسلوبه الصريح في مناقشة استراتيجيات السيو المختلف.
  3. كريس بالمار (CHRIS PALMER): يُقدم ماثيو محتوى تعليميًا حول السيو، ويُعرف بمشاركته في مناقشة تقنيات البلاك هات والقبعة الرمادة يُركز على تقديم دراسات حالة وأدلة تطبيقية تساعد المتابعين على فهم استراتيجيات السيو المختلة.
  4. كوراي توغبرك غوبور (Koray Tuğberk Gübür): خبير سيو تركي يُعرف بتحليلاته العميقة واستراتيجياته المتقدمة في مجال السيو. يُشارك بانتظام في مؤتمرات وندوات، ويُعتبر مصدرًا مهمًا لفهم تقنيات السيو المختلفة بما في ذلك البلاك هات.​

خاتمة

سيو القبعة السوداء هو سلاح ذو حدين؛ قد يمنحك دفعة سريعة نحو القمة، لكنه في المقابل قد يسقط موقعك في الحضيض في لحظة. الفرق بين النجاح والانهيار هنا لا يتعلق فقط بالمهارة التقنية، بل أيضًا بمدى إدراكك لطبيعة المشروع الذي تعمل عليه، ومدى استعدادك لتحمّل التبعات.

إذا كنت تبني مشروعًا طويل الأمد، علامة تجارية، أو موقعًا يمثل جهة رسمية أو تجارية محترمة، فإن الطريق الآمن عبر تقنيات سيو القبعة البيضاء هو الخيار الأمثل. أما إذا كنت تدير مشروعًا تجريبيًا أو تطمح إلى أرباح سريعة في وقت قصير وتدرك ما تفعل تمامًا، فقد تجد في القبعة السوداء ما يخدم أهدافك المؤقتة — شرط أن تلتزم بخط أخلاقي واضح لا يتعدّى على الآخرين ولا يضلل المستخدم.